الصحراء اليومية/العيون
أيام بعد إعلان الجزائر استعدادها بعث 3 طائرات إلى المغرب في إطار "مساعدة" المملكة بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب 5 أقاليم، كان الأمور على الأرض معاكسة لذلك، إذ استمرت في فتح حدودها الشرقية لميليشيات جبهة البوليساريو من أجل محاولة الوصول إلى المنطقة العازلة في الصحراء، استغلالا لتركيز القوات المسلحة الملكية مجهوداتها على أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة.
وعلم من مصادر محلية أن طائرات الجيش المغربي كثفت تمشيطها للمناطق العازلة على الحدود مع الجزائر خلال الأيام الماضية، وذلك بعدما اعتقد مسلحو جبهة "البوليساريو" أن الرباط نقلت أعدادا من قواتها صوب أقاليم وسط المملكة للمساهمة في جهود الإغاثة، محاولة الوصول إلى الجدار الأمني وتنفيذ "هجمات مباغثة".
هذا المعطى تؤكده جبهة "البوليساريو" الانفصالية أيضا، من خلال عودتها، يوم أمس الجمعة، إلى نشر ما تصفه بـ"البلاغات العسكرية"، موردة في البلاغ الذي يحمل رقم 873 أنها نفذت هجمات ضد الجيش المغربي، وزعمت أنها استهدفت العديد من المناطق بما في ذلك المحبس القريبة من الحدود الجزائرية، وكذا الحوزة وأوسرد.
والواضح، من خلال ما أعلنت عنه "البوليساريو" أن تحركاتها المسلحة قادمة من تندوف المقابل للمحبس، أي أنها تنطلق من خلف الحدود الجزائرية، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول مدى رغبة السلطات الجزائرية بالفعل في مساعدة المغرب في محنته التي أدت إلى مقتل حوالي 3000 آلاف إنسان، أم أن الأمر يتعلق بمحاولة لـ"انتهاز" الوضع المأساوي.
وانتشرت عناصر الجيش في أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة، المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، من أجل المساهمة في عمليات البحث عن ضحايا تحت الأنقاض وفتح الطرق وتنظيم عمليات توزيع المساعدات، إلى جانب مساهمتها في المجهودات الطبية لعلاج المصابين، وذلك بناء على تعليمات من الملك محمد السادس، بوصفه القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
والجزائر هي البلد الوحيد الذي تلقى جوابا رسميا من المغرب عبر القنوات الدبلوماسية، مفاده أن الرباط ليست في حاجة للمساعدات التي عرضتها، وذلك بعد ساعات من إعلانها بعث 3 طائرات إلى المناطق المنكوبة يوم 11 شتنبر الجاري، ونشرت صورا عبر منابر الإعلام العمومي لفريق الإنقاذ وهو يستعد للإقلاع من مطار بوفاريك.