الصحراء اليومية/العيون
أحاط بهذا الفريق الكثير من الكلام بسبب الأسماء التي استدعيت للمشاركة في تأسيسه من الدوريات الأوروبية؛ لأن بينهم يوجد من لا صلة له بالصحراء الغربية، فريق هجين لا يمكنه اللعب خارج الجزائر، منتخب كل أدواره لعب مقابلة مع فريق جزائري محبط من أجل استفزاز المغرب، و حتى حكام مقابلاته لن يكون بمقدورهم حمل شارة “كاف” أو “فيفا” على قمصانهم، بمعنى أن اللقاء الذي جمع هذا المنتخب مع فريق “مولودية الجزائر” كان غايته فقط استفزاز الرباط، لكن المضحك أن هذه الأخيرة لم تعر الحدث أي اهتمام و تجاوزته بلامبالاة إعلامية، لكنه بالمقابل تسبب في إثارة غضب جماهير الفريق الجزائري التي رفعت شعارات معادية للبوليساريو، و نادت بعدم توريط فريقها في مشاكل سياسية و زرع العداء مع المغاربة، و عدم جعل الفريق يدفع ثمن هذا التضامن في المستقبل مع المنظمات الدولية للعبة…، و كأنه كان لقاء لاختبار صدق مشاعر الجزائريين في حبهم للمغاربة.
خلال اللقاء بدت الأجواء احتفالية و كانت الجماهير منقسمة على نفسها في المخيمات؛ منهم المنتشون الذين روّجوا في المنصات لهاته المقابلة كفتح عظيم، بينما داخل ملعب “مانديلا” كان معظمهم جماهير المدرجات من أطفال المدارس الذين حُملوا إلى الملاعب بحافلات مجانية، و كان ضمن الجماهير حتى المشردون الذين جُمعوا من شوارع الجزائر و وُعدوا بوجبات غذائية داخل الملعب، فيما قاطعت جماهير “المولودية” هذه المقابلة و تركت رسائل على المداخل أزالتها السلطات…
خلال انشغال الجزائر بهذه الأجواء الاحتفالية، كان المغرب يُعلن على كل المنصات و بكل اللغات خبر تدشين أول فندق من صنف “ثلاث نجوم” بمعبر الكركرات، و حسب التقييم التقني لمن زار الفندق الذي ينضاف للمسجد و الملعب اللذان تم تشييدهما بالمعبر…،أن الفندق مزود بكل شيء يحتاجه النزيل لرفاهيته؛ يتوفر على تكييف صديق للبيئة و مرتبط بالإنترنيت بواسطة الألياف البصرية التي يعجز الحليف عن مدها إلى حيث التجمعات السكنية المحيطة بالآبار التي تصنع ثروة الجزائر بعين أميناس و حاسي مسعود، و أن هذا الفندق مزود بالكهرباء الشبكية و ليست الحرارية الصادرة عن المحركات الانفجارية، و مزود بالماء الصالح للشرب، و تصميمه الداخلي و الخارجي وضع بعناية ليلائم طبيعة المناخ بالمنطقة…
فمدينة الداخلة أصبحت تنافس كبرى حواضر الكوكب الأزرق في الأمان و في مؤشرات التنمية و في استقطاب الاستثمارات، و أصبحت وجهة السياحة الراقية و أرض البطولات الرياضية و تحقق أرقام مبيت بآلاف الليالي.
الكل يعلم أن أعظم إنجازات البوليساريو بعد نصف قرن من الضياع هو هزيمة مذلة في الكركرات، و لقاء في كرة القدم انهزم فيه منتخبهم بسداسية، و مصحتين واحدة بالإكوادور و الثانية بدولة بنما شيدتا بأموال سرقت من أفواه المحرومين.