الصحراء اليومية/العيون
وسط تكتم إعلامي شديد لا تزال السلطات الجزائرية تواصل مداهماتها لمنازل ومعطوبي متقاعدي الجيش الجزائري، الذين شاركوا ليلة الخميس 18 ماي 2023 في احتجاجات منطقة “حوش المخفي” ببلدية أولاد هداج بولاية بومرداس، و دخلوا في مواجهات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب، و التي تواصلت الى الساعات مبكرة من نهار يوم الجمعة الماضي، حيث بدأت الاشتباكات – حسب صفحات المتظاهرين- على خلفية مداهمة قوات الأمن لموقع تواجد العساكر السابقين المحتجين بالمنطقة، في محاولة لطردهم من المكان و تفريقهم باستخدام العنف المفرط، و هو ما لم يتقبله المحتجون و الذين حاولوا في البداية الابتعاد لتجنب الاصطدام مع قوات الأمن، لكن وحدة مكافحة الشغب قامت بملاحقتهم في شوارع المنطقة و تعنيفهم و توجيه فوهات البنادق نحو أجسامهم مستخدمين القنابل المسلية للدموع و الرصاص المطاطي.
و تضيف المصادر أنه جرى اعتقال العشرات من المحتجين واقتيادهم إلى مركز الأمن للتحقيق معهم، و لفقت لبعضهم عدة تهم حسب الشهادات المتداولة، بينما رفض باقي المتظاهرين مغادرة المكان، حيث قاموا بنصب خيم وهدّدوا بمواصلة الاحتجاج مع إمكانية تنظيم مسيرة أخرى في الأيام القادمة إلى العاصمة.
و تجدر الإشارة إلى أن هذه الفئة الاجتماعية سبق لها القيام بعدة مسيرات حاشدة من ولاية بومرداس الى العاصمة حيث جابت العديد من البلديات، قبل أن يتيم توقيفها من طرف قوات الأمن المنتشرة بقوة على المسار الذي اختاره المحتجون، قبل أن يقرروا اتخاذ من حوش المخفي معقلا للاحتجاج والاعتصام، تجنبا منهم لتكرار الإصطدامات مع قوات الشرطة الذين يتهمونهم بالاعتداء والتعنيف بالضرب و التهديد بواسطة الأسلحة.
و تفيد المصادر أن الأحداث الأخيرة نتج عنها نقل عدد من معطوبي الجيش في حالات حرجة باتجاه المستشفيات، و حسب الأطقم الطبية فأن أحد المتظاهرين فارق الحياة بعدما تعرض للضرب بعنف من قبل رجال قوات مكافحة الشغب، و حتى الآن لم تكشف السلطات الجزائرية عن اسمه، و تضع باقي المصابين تحت الحراسة الأمنية المشددة لمنع زيارتهم و التعرف على العنصر المتوفي، رغم تدخل المنظمات الحقوقية و مطالبها بكشف الحقيقة كاملة و إنجاز تحقيق و تحديد المسؤوليات بسبب فرط استخدام العنف مع المتظاهرين.
هذه الأحداث المؤسفة خلفت موجة غضب داخل الجيش الجزائري الذي أظهر عدد من أفراده تضامنهم مع المتظاهرين، وإدانتهم للسلطات في الجزائر بسبب إفراطها في استخدام العنف.