الصحراء اليومية/العيون
من المنتظر أن تتسبب الفضيحة التي فجرتها وسائل إعلام في دولة بنما في رجة داخل البيت الأصفر، بعدما أعلنت السلطات في هذا البلد الأمريكي اللاتيني الذي يعد إحدى الملاذات الضريبة الأكثر أمانا في العالم، و إحدى الدول التي لا تتوقف الفضائح المالية بها، عن إيقاف رجل أعمال صحراوي ابن شقيق أحد قياديي البوليساريو، أثناء محاولته تهريب ما قيمته 65 ألف دولار.
و رغم أن المبلغ لا يمثل قيمة كبيرة، إلا أن عملية الإيقاف – حسب رواية السلطات البنمية- جاءت بعد رصد عمليات متكررة من رجل الأعمال الصحراوي لتهريبه كميات كبيرة من الأموال، و بشكل متكرر و منظم، حيث قامت السلطات في دولة بنما بنصب كمين له، و أثناء تفتيشه يدويا تبين أنه كان يخفي تلك الأموال بشريط لاصق و يلفها حول جسده، و جزء منها كان يخفيها بدقة في أماكن سرية بالحقيبة.
و حسب سلطات البلد فإن الموقوف اعترف بقيامه بعملية التهريب، و أنها ليست المرة الأولى، و أنه كان يرشي في السابق عناصر من الجمارك البنمية، لكنه توقف عن منحهم الأموال مقابل السماح له منذ وقت، مما تسبب في عملية إيقافه كردة فعل انتقامية من عناصر هذا الجهاز، و خلص التحقيق معه بأن أقر بالذنب بعد تعرضه لمعاملة حاطة من الكرامة، و أبلغ السلطات البنمية بأن تلك المعاملة لا تليق به، لأنه رجل له وزنه العشائري في البوليساريو، و هو رجل أعمال و يساهم في الاقتصاد بهذا البلد و أنه يمتلك شركة للتجارة الدولية مقرها بنفس البلد، و تعمل على جلب البضائع بملايين الدولارات من الصين و ترويجها عبر أوروبا و أمريكا اللاتينية…
و مباشرة بعد السماح له بالتواصل مع أحد محاميه، أقدم على ربط الاتصال بسفارة الجزائر بعاصمة بنما، حيث تدخلت سفارة الجزائر من أجل منع تسريب الخبر و إطلاق سراحه، لكن السلطات البنمية رفضت المقترح، و قررت متابعته بتهمة التهريب الدولي للأموال و محاولة الإضرار بالاقتصاد الوطني لهذا البلد، و ستتم محاكمته يوم 09 يونيو 2023، في حالة سراح بعدما أخلي سبيله لأدائه غرامة مالية، و تقديم ضمانات دبلوماسية من السفارة الجزائرية.