بقلم: د/ أحمد طهارو
مشروع الإصلاح مخطئ من يعتقد أن ما يجري حاليا بمجالنا - جماعة آسرير- - من تدافع هو صراع بين أشخاص أو بين أعراش .... لأنه في الحقيقة لا وجود لأي صراع من هذا القبيل على ارض الواقع إلا في مخيلة من يختلقه ومن يذكيه.
فالصراع الحقيقي هو بين مشروعين متباينين:مشروع سيطر لمدة طويلة على خيرات الأرض وعلى رقاب سكانها واستفاد منها ومن منافعها وخلق لذلك طبقات من المدافعين عنه في إطار تبادل الأدوار مرة باستعمال التنظيم السياسي ومرات باستعمال التنظيمات المدنية وأخرى باسم القبيلة.
ومشروعأدرك التناقضات بين إمكانيات ضخمة مرصودة لصالح المواطن ولمجاله وبين واقع مخالف ومحتكر لا يستفيد منه إلا المحظوظين.
هذا المشروع تقوده فئة من السكان البسطاء ومن المتنورين من كل الأجناس والأعمار ترفض أن تبقى رهينة أقلية تتحكم في مصير منطقة برمتها.
المشروع الأول ظل يحكم سيطرته لمدة طويلة منذ بداية الثمانينيات على أغلب مناحي الحياة بالمجال فخلق تحالفات مع القوى الشبيهة له إقليميا وجهويا وحتى وطنيا وظل يحمي المصالح المشتركة بينهما من خلال التحكم في المشهد السياسي ومحاولة احتواء كل الأصوات التي تحاربه او تهدد مصالحه.
ويعمل على تمتيع الأتباع بالامتيازات وضمان استفادتهم من جزء مما يكون تحت تصرفه – اوراش العمل، الدعم المادي والعيني الصفقات، تسهيل المساطير الإدارية، عمليات التحفيظ ...
هذا المشروع يملك المال ويحابي السلطة متمرس في ابتكار الطرق والأساليب لإلهاء السكان عن مشاكلهم الحقيقة كخلق الصراعات الوهمية بين الدواوير، والصراعات القبلية و الصراعات العشائرية والدائرية ...المشروع الثاني بدأ ينمو بمجال الجماعة من خلال بعض الأصوات التي تنحاز لقضايا السكان ومصالحهم ومجالهم وتترافع عنها بكل اقتدار فنجده مثلا يتصدى لمحاولات الاستيلاء على عقارات الموطنين من مافيا الداخل أو الخارج ويجاهد لتصحيح الاختلالات التي تترتب عن تنزيل بعض المشاريع التي تبرمجها القطاعات الحكومية أو المنتخبة. ويحمي الموارد المائية.
هذا المشروع لايملك المال ولا السلطة ولكن يملك الصدق و التواجد بالميدان وصار يتقوى ويكسب بعض المعارك لكن حتما لم يكسب معركة التغيير بعد.
صراع المشروعين يستعمل المشروع الأول كل أسلحته حتى غير الأخلاقية كاختلاق الأباطيل وتلفيق التهم ويسخر مجهودات البسطاء لحاجتهم للمال الذي هو أصلا مالهم لو كانوا ناضلوا عليه.
أما المشروع الثاني يملك سوى الرغبة في الدفاع عن السكان وضمان استفادتهم من خيرات الجماعة على حد سواء وأن يتم تسخير خدمات المرفق العام للجميع.
إنهامعركة الوعي التي يجب أن تجمع كل الشريفات والشرفاء لتغيير حالنا نحو الأحسن، باعتبارنا مواطنين أبناء الجماعة نثوق للعيش بها وفق مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات، إنه المشروع الإصلاحي... و الله المعين .