بقلم: عمر أبكير _ ناشط سياسي و حقوقي بكليميم
إن النقد البناء هو مطلب الجميع في هذه الحياة ، بعيدا عن النفاق والتملق ، وفي حياتنا نواجه أفرادا حسب مسؤولياتهم تجعل الناس يطرحون السؤال حول السلوكيات الناشئة بسبب ظروف طارئة أو قاهرة ، ومنعرج حريق واحة تغمرت إحدى هذه الظروف التي بينت معدن الرجال في هذا الاقليم الاخاذ بالقيم ، تجعلني أولا أقف إجلالا لجميع الايادي التي عملت بجد وإخلاص لإخماد النيران وعلى رأسهم رجال الوقاية المدنية رغم محدودية الامكانيات وصعوبة المسالك ثم ساكنة تغمرت بشيبها وشبابها ونسائها ثم الجيران الذين هبوا من جميع المداشر مهرولين لمد يد المساعدة واحتواء النيران قبل أن تأتي على الواحة التي تمتد حتى دوار أيت بكو وأيت مسعود وتاوريرت ، كما لايفوتني أن أشكر مصالح السلطة المحلية وكذلك السلطة الاقليمية وعلى رأسها السيد والي الجهة الذين تابعوا عن كثب وعملوا على إعلان حالة الطوارىء وحشذ الامكانيات الاقليمية المتوفرة من شاحنات صهريجية لبت النداء من مختلف جماعات الاقليم وهو مايجعلنا أن نشكر كذلك منظومة المصالح الخارجية وكذا منتخبي الاقليم .
إن حدث تغمرت الذي هو سياق قراءة تدوينة للسيد النائب المحترم الذي لم يكلف عبء نفسه سوى الوقوف على الرماد وأخذ الصور وتخطيط كلمات جعلتني أقف أمامها فترة من الزمن لأعلم أن الغرور السياسي قد يوقع الفرد الذي لايفهم الحزب على " أنه ليس مجرد أداة أثيرة للاستئثار بالسلطة والتهافت على المصالح وفرض الاحتكارات النخبوية والاهواء الذاتية" كما قال المفكر المغربي محمد جسوس ، إن القراءة المتأنية للصورة فقط تجعلنا نستنبط الشخصية السياسية الجديدة " للسياسيين الجدد " التي ينطبق عليها المثل الحساني " واحد مصرانو مدلي والثاني يكٌولو أكٌطع لي نذوكٌ " فديدن الساكنة تضميد الجراح في حين أن البعض جاء بحثا ومتصيدا " أصوات الناخبين " من خلال فرقعة أقل مايقال عنها " مفضوحة " - فضاحة لمبورة - ، غريب أن تبتدأ التدوينة " السياسوية " بمفردات تختصر الطريق لمعرفة الذهنية وتوضح العلاقة بين " مواطنين " و " نائب برلماني " ، لغة عاجية تغلب عليها الانا المستعلية " عاينا اثاره الوخيمة " بدل عاينت ثم " يمكن أن نعتبره " بدل " يمكن أن أعتبره " وهي لغة تضبط مسافة الامان بين منتخب ومن إنتخبوه .إن اختصار الموضوع على عظمته وأهميته في تبجيل شخصية بعينها وكأنها المخلصة من " حريق تغمرت " ، وتسويقها " لساكنة تغمرت " الفطنة الذكية التي لن ينطلي عليها بيان الخطاب ولن تستغبى عقولها بمحاولة حشر النفس ومن معها كمخلصة من الوضع الكارثي الذي ضرب المجال ، متناسيا أن الاحداث التي مرت على الجهة والتي كانت تستدعي فقط موقفا سياسيا بسيطا لحلحلة الوضع لم تجد للوزير ولا من ينفخ في ظله أثرا ولم يسمع لهم حسا ولا ركزا وهذه قمة الاستغباء السياسي حينما يظن صاحبها أنه يوفر طائرات ومعدات في رمشة عين تستوجب في حد ذاتها مساءلة المسؤولين الاقليمين وتضعهم في قفص الاتهام هل كانوا بدورهم ينتظرون " الوزير " ليحاصر النيران ...
إن محاولة ركوب سفينة " المأساة " وتفريخ وعود ونثرها على الساكنة مدعاة للسخرية والتهكم ، فالمعلوم أن برامج تنقية الواحة سارية المفعول ولولاها لكان الامر جلل حيث أن " عمال التنقية " كانو أثناء الحادث منشغلين بعملهم ، وموضوع توزيع الماشية "الدمان " على التعاونيات التي استفادت منه دواوير اسرير وتغمرت وواعرون وزريويلة مرت مرحلته الاولى حيث استفادة كل امراة " بنعجتين اثنتين " والمرحلة الثانية قريبة التنفيذ وليست بجديدة ، أما فسائل النخل فمتوفرة طوال العام لمن أراد..
إن تسخير معطيات وتحويرها بأن تعليمات أعطيت " لا نعلم عنها شيئا " للمصالح المحلية تجعلنا نطرح السؤال على النائب : هلا أتيتم بالبينة ؟ .إن محاولة التسابق حول كراسي 2021 قد تجعل البعض " أرنب سباق " لا غير وأن المتغير قادم ليس بالوعود الكاذبة أو الزائفة ، فحنانيك علينا أيها النائب دارس علم النفس ، حنانيك على سواعد الانسانية الحقيقيين ، سواعد الخير الميدانيين الذين وحدهم من يستحقون أخذ الصور لأن لديهم اليقين أن الرماد في المقبل من الايام سينبت نخيلا وعروشا وأزهارا وياسمين بدون لغة خشب هذه الاخيرة دافعها معروف سواء بالتبجيل أو بغيره ...عمتم مساء