الصحراء اليومية/العيون
مما لا خلاف عليها ومنذ عقود من الزمن، فقد تميز هذا المجال الجغرافي الذي يشكل مجتمع البيضان، بعادات وقيم مثلى بين جل شرائح المجتمع، قوامها التقدير والاحترام المتبادل بين الصغير والكبير والأمن والاستقرار.
حتى أصبح هذا المجال قدوة في النهضة المعرفية والثقافية والتربوية وهذا الأخير هو بيت القصيد ،حيث شكلت التربية الأسرية لدى المجتمع الحساني ركيزة أساسية في تنشئة الفرد داخل المجتمع وهو يجعل منها أسرا محافظة ملمة بتحديات وتغييرات الزمن، ولعل من أسبابها المباشرة ظاهرة التمدن وما واكبها من صحوة رقمية وتكنولوجية أدت غالى انسلاخ الفرد داخل محيطه البيئي من عدة قيم كانت إلى زمن قريب دستور هذه المجتمعات في العلاقات والمعاملات، بل أحيانا تنعكس حتى على الحياة العامة بكل تفاصيلها.
إذن هذه توطئة بسيطة لكي لا ننسى أن مجتمع الصحراء كان ونتمنى أن يبقى نموذجا وقدوة في التسامح والتآزر والتضامن بين باقي مختلف المجتمعات المعاصرة بحداثتها ومتغيراتها.
ولعل نقاشنا اليوم طبعته سياقات خاصة دفعتنا للبحث عن سؤال الحقيقة الضائعة ..أين يكمن الخلل ؟ ومن يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأخلاق والقيم النبيلة لمجتمع الصحراء.
اغتيال شيخ وقور في ذلك السن من طرف متهورين ...وهم لا يعون (بضم العين ) العواقب ..هو اغتيال لقيم مجتمعنا السمحة وكرامتنا وعرضنا وتاريخنا الأصيل والمشرف .
ولاشك أن أول من يتحمل ما آل إليه الوضع اليوم في الصحراء، من تفشي ظاهرة الجريمة، هي مؤسسة الأسرة ومعها المحيط البيئي التربوي والديني كوازع أصبح يفتقد اليوم لدى الشباب، وهو ما أدى إلى غياب الوعي بالمسؤولية المشتركة لكل واحد منا اتجاه مجتمعه.
رحم الله الشيخ لحسن الزروالي واسكنه فسيح جناته في هذا الشهر الفضيل وتقبله عندك مع الصديقين والشهداء إنه سميع مجيب.
- ذ. تقي الله أبا حازم.