الصحراء اليومية/العيون
لم تعد ظاهرة الشذوذ الجنسي بالعيون، تمارس في الخفاء في جنح الليل، أصبحنا نراهم في كل مكان وكل وقت، ليس فقط حين يسدل الليل ستائره، وعلى حافة الطرقات السريعة فقط.. وقد وجد هؤلاء في مواقع الانترنيت متنفسا لهم، حيث يكثر ترددهم على مقاهي "السيبر"، الذي يبدو أنهم وجدوا فيه الطريقة المثلى لربط علاقات حميمية تمكّنهم من تنظيم مواعيد في شقق تم استئجارها للغرض، قصد ممارسة شذوذهم ورغباتهم الجانحة، وقد تشكّلت في هذه الأيام الأخيرة بالعيون، عدة نواد ومجالس، حيث يلتقي هؤلاء في مجموعات يتجمعون في بعض المقاهي وصالونات المدينة، قبل أن يغادروها بحلول الظلام نحو الشقق المفروشة، بعضها مملوك لأصحابها وأخرى يستأجرونها لهذا الغرض، خصوصا في بعض بساحة الدشيرة وشارع السمارة.. وفي بعض الأحيان بإحدى المقاهي الراقية بساحة الدشيرة حيث يلتقون هناك، مع زبنائهم المفضلين من رجال أعمال ومستخدمين بأحد البنوك المحلية.. قد لا نحتاج إذن، إلى كثير من الوقت للإجابة عن هذه الأسئلة، فظاهر مجتمعنا في السنوات الأخيرة يوحي بأن القيم و الأخلاق أضحت آخر ما يتصف به شبابنا، المسلسلات الأجنبية المدبلجة وعالم الانترنيت والقنوات الفضائية المفتوح على مصراعيه أفسدوا الكثير من أخلاق ناشئتنا، و الغريب في الأمر؛ أن الآباء و الأولياء لا يحركون ساكنا، بل يباركون حال فلذات أكبادهم في الكثير من الأحيان، حال تجعل من خبر زفاف الشاذين "و لو كان غريبا" ليس مستحيلا. و ما خفي عن مجتمعنا كان أعظم...