الصحراء اليومية/العيون
الحديث عن السيرة الذاتية لـ"مولاي ابراهيم العثماني" يتطلب منا أياما طوالا وطوالا، فـ"مولاي ابراهيم العثماني" (الصورة)، من مواليد 1964 بطرفاية، حاصل على الإجازة في القانون الخاص ودبلوم في تسيير المقاولات، في سنة 1989 ولج باب الوظيفة من بابها الواسع، اشتغل كمتصرف مساعد، وفي سنة 1999 عمل كمتصرف، تم متصرف ممتاز سنة 2005 ، ليتعين سنة 2011 رئيس قسم الممتلكات الجماعية بقسم الجماعات المحلية بولاية العيون. وبحكم علاقته اليومية مع المواطن، انتخب رئيسا لجمعية الاعمال الإجتماعية لموظفي الكتابة العامة بالعيون لأربع ولايات حتى الآن، وإليه يرجع الفضل في استفادة مجموعة من الموظفين من تأدية فريضة الحج وغيرها، كما انتخب مندوبا للتعاضدية العامة لولايتين حتى الآن، وساهم في إحداث مندوبية إقليمية ومصحة متعددة الإختصاصات بجهة العيون بوجدور يستفيد منها جميع موظفي الجهة وذوي الحقوق...
وحبه لمدينته الأم طرفاية وغيرته على ساكنتها، عاد إليها وكله حنين وشوق لرؤية مدينته في حلة جيدة، في الوقت الذي كانت فيه المدينة تدق آخر مسامير نعشها، لا بنيات تحتية ولا كهرباء ولا ظروف العمل ولاهم يحزنون، عاد إليها كرجل إطفائي من الدرجة الاولى، حيث عمل على إنقاذ فريق نهضة طرفاية لكرة القدم وانتخب رئيسا للفريق، وفي عهده عاش الفريق أزهى واجمل فتراته، حيث كان قاب قوسين من الصعود للقسم الوطني الثاني هواة، ومن جانبه، انتخب كذلك رئيسا لنادي لألعاب القوى، وبفضله تألق مجموعة من العدائين والعداءات على الصعيد المحلي والوطني..
وبفضل الشهرة التي حظي بها "مولاي ابراهيم العثماني" لدى ساكنة طرفاية، وبفضل احترامهم وحبهم له، دخل هذا الأخير عالم السياسة، حيث انتخب نائبا لرئيس بلدية طرفاية، ونائبا ثالثا لرئيس جهة العيون بوجدور سنة 2003.
إلا أن أهم محطة برز فيها "مولاي ابراهيم العثماني"، تكمن في حصوله على أغلبية أصوات ساكنة طرفاية في انتخابات 2009، بالرغم من ضغوطات والي العيون السابق الذي حاول جاهدا كسر شوكة المناضل "العثماني" ورغم استمالة صوتين من مجموعة الأصوات التي حصل عليها لفائدة حزب آخر، استطاع "العثماني" ان يفوز برئاسة المجلس الإقليمي للمدينة وذلك بفضل تعاطف ساكنة المدينة معه، التي روجت آنذاك عبر الفايسبوك والهواتف النقالة البيت الشعري القائل:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها...تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب.
وبحكم إلمامه الواسع بالقانون المنظم للاحزاب بالمغرب، تم انتخابه مفتشا إقليميا لحزب الاستقلال بمدينة طرفاية، واستطاع الفوز بانتخابات الغرف المهنية لحزب الميزان، ومن اجل إبقاء الحزب متماسكا ومتراصا، ضحى "العثماني" خلال الانتخابات البرلمانية الفارطة، بتزكية الحزب لفائدة مناضل آخر من حزبه، في الوقت الذي كان بإمكانه اكتساح الساحة.
وهذا جميل منه شهد له به جميع مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال...
هذا هو إذن "مولاي ابراهيم العثماني" الذي أفنى زهرة عمره خدمة للمواطن والصالح العام بالدرجة الأولى..
هذا هو إذن "مولاي ابراهيم" الذي ظل يشتغل في صمت بعيدا عن النرجسية والانانية ونكران الذات...
هذا هو إذن "مولاي ابراهيم العثماني" الذي كرس وقته وحياته وماله فداء للوطن وللعرش العلوي..
هذا هو إذن "مولاي ابراهيم العثماني" الذي لا زالت الدولة المغربية لم تنصفه جزاء على كل مابذله ولازال يبذله من تضحيات جسام لفائدة هذا الوطن...