الصحراء اليومية/العيون
إن الحراك المغربي من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، والذي انطلقت شرارته الأولى قبل ستة أشهر بمدينة الحسيمة ،خلال حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري، هو نتيجة لتراكمات عدة مشاكل اجتماعية واقتصادية عرفتها منطقة الريف على غرار عدة مناطق اخرى بالمغرب.
والتي أصبحت تشكل اليوم بؤر توتر سياسي واجتماعي بالبلاد.
فالطريقة التي تجاوبت بها الطبقة السياسية المغربية مع هذه الحركات الاحتجاجية ذات المطالب الاجتماعية هي التي افرزت لنا اليوم تناقضات كبيرة ، تتعلق باشكالية الاصلاح والتغيير الذي دعا اليه دستور 2011 ،والتي لم يتم تجسيدها وتنزل على الواقع المعاش لحياة الشعب المغربي اليوم.
وبالرجوع الى المحيط الإقليمي وربطه بسياق حراك الريف وتمدد المطالب الاحتجاجية الى باقي القرى والمداشر بعموم البلاد نجد أن ثورتا تونس ومصر شكلتا وعياً ديمقراطياً عربياً .. والإصلاح بات ضرورة حتمية..
إننا نعتبر أن حراك جماهير الريف ليس سوى وجها من أوجه الصراع الطبقي الذي يشهد احتدادا منذ حركة 20 فبراير 2011، ورغم مروره بفترات جزر، إلا أنه لم يهدأ منذ ذلك التاريخ.
تشهد على ذلك التحركات الاجتماعية والنضالات العمالية والنقابية التي شهدها المغرب في السنتين الأخيرتين.
- ذ. تقي الله أباحازم.